بشرتك هي أثمن ملابسك، لكن مع التقدم في العمر تبدأ بالخضوع لتغييرات معينة تجعلها تبدو مسنّة ومترهلة ومتجعدة. وقد يخطر في بالك تساؤل: ”هل هناك أية طريقة غير جراحية لشد الجلد المترهل وعكس شيخوخة الجلد وجعله يبدو مشدوداً وناعماً مرة أخرى؟“ يرجى متابعة القراءة لاكتشاف ذلك.
توجد تحت سطح الجلد شبكة من ألياف الكولاجين والإيلاستين الطبيعية التي تساعد الشخص على الحصول على مظهر ديناميكي ومتماسك، لكن بعد عمر معين تبدأ هذه الشبكة بالانهيار وتفقد ثباتها ومرونتها وتتخذ شكلاً أكثر استرخاءً مما يؤدي إلى ترهل البشرة.
قد تؤدي عوامل أخرى أيضاً إلى تسريع هذه العملية بما في ذلك التعرض للملوثات البيئية وأضرار أشعة الشمس والتدخين والإفراط في تعاطي المشروبات الروحية، كما يُعتبر الحمل وفقدان الوزن بشكل كبير أيضاً من الأسباب الأخرى الشائعة لترهل جلد الجسم وبشكل خاص عند البطن والخصر والفخذين.
هل عليك الخضوع لعملية جراحية للتخلص من التجاعيد أو الجلد المترهل؟ ليس بالضرورة!
هناك مجموعة من إجراءات شد الجلد غير الجراحية التي يمكن أن تساعدك على شد البشرة وإحكامها مرة أخرى والعودة إلى وضعك الأكثر شباباً بغض النظر عن البشرة التي لديك حالياً. هذا رائع، أليس كذلك؟
بشكل عام هناك ثلاثة أنواع من الإجراءات غير الجراحية التي يستخدمها أطباء الجلد على نطاق واسع لشد البشرة، حيث تعتمد هذه الإجراءات على ثلاث تقنيات:
فيما يلي قائمة تتضمن 7 إجراءات شد جلد غير جراحية (جميعها معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية) إما باستخدام الترددات الراديوية أو الموجات فوق الصوتية أو الضوء النبضي المكثف والترددات الراديوية:
أ) الترددات الراديوية
بيلليف هو إجراء ترددات راديوية لتحفيز إنتاج الكولاجين، وهو معروف بكونه علاجاً بسيطاً، وبالتالي لا حاجة إلى تخدير موضعي أو أي دواء آخر لأنه غير مؤلم عادةً، ويستطيع المرضى العودة إلى العمل مباشرة بعد تلقي العلاج. هناك أمر آخر يجعله مختلفاً عن العلاجات الأخرى هو أنه مثالي لمناطق الوجه الحساسة مثل الأكياس وتجاعيد العين وخطوط أحمر الشفاه الناتجة عن التقدم بالسن، كما أنه مفيد في علاج الدوالي.
صورة قبل وبعد علاج بيلليف
ثيرماج أو ثيرماليفت هو أكثر إجراءات الترددات الراديوية غير الجراحية شيوعاً لشد الجلد، وثيرماج هو الجهاز المستخدم لهذا الغرض والذي يسخن الطبقات العميقة والغنية بالكولاجين من بشرتك عن طريق إشعاع موجات ترددات راديوية في حين يقوم الجهاز برش رذاذ مبرِّد على سطح الجلد لإبقائك في حالة راحة أثناء العلاج، لذلك قد تشعر فقط بدفء خفيف على الجلد. يسمى إجراء ثيرماليفت هذا أحياناً فقط باسم الجهاز المستخدم به أي ثيرماج Thermage.
ونظراً لأنه علاج فعال وقوي نسبياً فإن جلسة واحدة فقط تكفي عادةً للحصول على النتائج المرجوة (ويمكن أحياناً أن تتبعها جلسة إضافية حسب حالة المنطقة). تستمر النتائج لمدة من سنة إلى سنتين حسب وضع بشرتك.
رغم أنه يمكن استخدامه للوجه والتجاعيد حول الحجاج إلا أنه يقدم نتائج أفضل إذا تم تطبيقه على مناطق كبيرة مثل الفخذين والبطن والردفين والذراعين.
إيكزيليس إيليتExilis Elite هي تقنية أخرى تقدم نتائج مشابهة لعلاج ثيرماج وتؤثر أيضاً على السيلوليت والدهون غير المرغوبة، لذلك يمكن استخدامها في علاجات نحت الوجه والجسم أيضاً إلا أن نتائجها أقل ديمومة من ثيرماج.
صورة قبل وبعد علاج ثيرماج
جينيس Genius هو علاج غير توغلي مع الحد الأدنى من الألم يعزز شد الجلد وثباته، فهو يجمع بين علاجي الوخز بالإبر الدقيقة والعلاج بالترددات الراديوية لتحقيق نتائج مرغوبة، فهو يحسن من تماسك البشرة ويجدد شبابها، ولهذا فهو مفيد أيضاً في حل مشاكل الجلد الأخرى إضافة إلى التجاعيد مثل أضرار أشعة الشمس ومسام الجلد الكبيرة والبقع الناتجة عن التقدم بالعمر وجميع أنواع الندبات بما في ذلك ندبات حب الشباب وعلامات التمدد.
يتم استخدام الجهاز مع إبر متناهية الصغر لإحداث ضرر محدد وثقوب صغيرة (3 مم) على البشرة، كما أن الإبر توصل الطاقة الحرارية أيضاً من خلال الثقوب إلى عمق الأدمة لتحفيز إنتاج الإيلاستين والكولاجين. يسبب الجمع بين هذين العلاجين جروحاً دقيقة على البشرة تحفز عملية شفاء الجسم، وستكون النتيجة النهائية هي رفع الجلد وشده. يؤدي استخدام كريمات التخدير الموضعية قبل الإجراء إلى تقليل أي انزعاج محتمل.
صورة قبل وبعد علاج جينيس للوخز بالإبر الدقيقة (مايكرونيدلينج) مع الترددات الراديوية
الرفع العميق هو علاج آخر يَستخدم الوجز العميق بالإبر الدقيقة مع الترددات الراديوية لتعزيز أثر تجديد الشباب، فهو يرسل طاقة محددة إلى الطبقات السفلية من الجلد من خلال الإبر ويمنع وصول الطاقة إلى الطبقات العليا من البشرة. يساعد هذا العلاج بمفرده على التخلص من التجاعيد والإنتاج المجدد للإيلاستين وحمض الهيالورونيك وشد الأنسجة وشد الوجه وتقليل الدهون وتحسين السيلوليت، وهو فعال بشكل خاص للتجاعيد حول الفم وأسفل الوجه وعلاج ندبات حب الشباب وتقليل السيلوليت على الساقين والفخذين والردفين. إنه يؤمن الطاقة للخلايا الليفية التي تنتج البروتينات الأساسية وبعض المواد الكيميائية الضرورية لتجديد توليد الأنسجة. يتم استخدام التخدير الموضعي لتقليل الانزعاج أثناء القيام بالإجراء.
صورة قبل وبعد الرفع العميق
على عكس الاسم فإن إجراء تجميد فينوس يعمل عن طريق إعطاء حرارة للأنسجة الموجودة تحت سطح الجلد ويَستخدم مزيجاً من الترددات الراديوية متعددة الأقطاب والحقول الكهرومغنطيسية النبضية لتحفيز الكولاجين واستجابة الشفاء الطبيعية للجسم في المنطقة المعالجة. الحقل المغنطيسي النبضي يعطي الميزة الإضافية المتمثلة في زيادة الأكسجين والمواد المغذية والدم إلى الجلد، ويعتبر تجميد فينوس فعالاً أيضاً في إزالة السيلوليت وعلامات التمدد.
صورة قبل وبعد تجميد فينوس
إقرأ المزيد: كيف أتخلص من علامات التمدد؟
ب) الأمواج فوق الصوتية
يو إل ثيرابي (Ultherapy) أو الهايفو (HIFU) هو إجراء آخر غير جراحي لشد الجلد يَستخدم الموجات فوق الصوتية لتحفيز الكولاجين، ونظراً لأنه يعمل عند مستوى الأنسجة العميقة فإن له تأثيرات شد الجلد مع رفعه.
يتم استخدامه في الغالب لعلاج الجلد المترهل في الوجه والرقبة والجزء العلوي من الصدر، ويُعتبر بديلاً غير جراحي لشد الوجه والرقبة.
تخترق الموجات فوق الصوتية سطح الجلد وتستهدف طبقات الدعم البنيوية عند درجة حرارة عالية، حيث تؤدي هذه الطاقة المركزة إلى تقلص الأنسجة وشدها مع الزمن وتحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجسم. إن هذا الإجراء مع الكولاجين المنتج حديثاً يساعدان على أن يصبح مظهر الجلد مشدوداً وناعماً وأكثر شباباً.
صورة قبل وبعد العلاج بالهايفو
ج) علاجات الضوء النبضي المكثف والترددات الراديوية
هذا علاج من تلك العلاجات التي لا يتم استخدامها لشد الجلد فحسب بل تساعد أيضاً على نحت الجسم وتقليل الدهون، فهو يَستخدم مزيجاً من الترددات الراديوية والأشعة تحت الحمراء وتفريغ الهواء ليدمر الخلايا الدهنية والسيلوليت بشكل انتقائي ويحدد شكل الجسم. حيث يمكن للترددات الراديوية أن تخترق طبقات الجلد العميقة وتدفئ الدهون لتحسين الشكل وتقلص الكولاجين والإيلاستين، وغالباً ما يتم إجراء vShape كإجراء مفضل بشكل خاص لدى النساء اللواتي أنجبن طفلاً، بحيث يتم إجراؤه على الرقبة والذراعين والفخذين والبطن والخاصرتين لاستعادة مظهر أفضل.
صورة قبل وبعد فيلاشيب
يميل الإيلاستين والكولاجين إلى التقلص تحت درجة حرارة تتراوح ما بين 42 و55 درجة مئوية ويصبحان مشدودين (إذا تجاوزت درجة الحرارة أكثر من ذلك فستحرق الأنسجة)، فإعطاء الدفء للبشرة يعطي آثاراً قصيرة وطويلة المدى:
يحدث الانكماش على الفور كنتيجة طبيعية للتسخين، ويصبح مظهر البشرة مشدوداً ومحكماً أكثر بشكل واضح بعد العلاج.
لا يمكن تعريض البشرة للحرارة دون أن تكون لذلك عواقب، لكن ”العواقب“ في هذه الحالة هي ما نريده بالضبط، فالجسم يعتبر التقلص بمثابة إجهاد موضعي ويحرض عملية إصلاح تؤدي بالنتيجة إلى تجديد كلٍّ من الكولاجين والإيلاستين في المنطقة المعرضة للحرارة والمتقلصة. تستغرق هذه العملية من بضعة أسابيع إلى 3 أشهر، حيث تعمل على تحسين جودة بشرتك، ويستمر أثر الإجراء لمدة تتراح بين سنة وسنتين.
فوائد إجراءات شد البشرة غير الجراحية
يمكنك الاستفادة من هذه الإجراءات إذا:
بشكل عام عند البحث عن علاج للتجاعيد السطحية والجلد المترهل فإن علاجات الفئة أ (الترددات الراديوية) تناسبك، أما إذا كانت لديك حاجة إلى علاج تجاعيدك العميقة بنتائج تدوم أكثر فعليك التفكير في العلاج بالهايفو، هذا مع العلم أنه يمكن الجمع بين العلاجات للحصول على أفضل النتائج.
بعبارة أخرى يجب اختيار العلاج بناءً على بشرتك وأهدافك التجميلية وعوامل أخرى، لذا فإن أفضل ما يمكنك فعله هو استشارة طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل لاختيار أفضل إجراء شد بشرة غير جراحي يناسبك.
LEAVE A COMMENT